السيرة
ومما جاء في الكتاب عن الحياة العلمية لهذا العالِم الجليل:
نشأ الشيخ فهيم في احضان والده الشيخ مصطفى وتلقى العلم المكثف على
يديه, ولم يكتفِ بذلك بل قرأ على أيدي علماء آخرين في عصره، حيث حصل على
الاجازة من مفتي قضاء السلط الشيخ «محمد صالح» خليل مريش.
يديه, ولم يكتفِ بذلك بل قرأ على أيدي علماء آخرين في عصره، حيث حصل على
الاجازة من مفتي قضاء السلط الشيخ «محمد صالح» خليل مريش.
وكان الشيخ فهيم من الذين اشتهروا باقتناء الكتب الدينية والفقهية,
بالرغم من ندرتها وغلاء اسعارها في تلك الايام، حيث كانت لديه مكتبة كبيرة
في بيته.
بالرغم من ندرتها وغلاء اسعارها في تلك الايام، حيث كانت لديه مكتبة كبيرة
في بيته.
ثم لازم الشيخ محمد امين ابن المجاهد الشريف الزين الاغظف شيخ
(الطريقة الغظفية) الذي اشتهر في مدينة السلط باسم «القُذُف».. وتقوم
طريقته على المجاهدة والتقشف والانتاج, وقد نشر (الطريقة الشاذلية) في
السلط والشوبك و(الطفيلة) ثم ارتحل الى تركيا.. وقد تأثر الشيخ فهيم بهذه
الطريقة في حياته ونهجه ونقلها لأبنائه من بعده.
(الطريقة الغظفية) الذي اشتهر في مدينة السلط باسم «القُذُف».. وتقوم
طريقته على المجاهدة والتقشف والانتاج, وقد نشر (الطريقة الشاذلية) في
السلط والشوبك و(الطفيلة) ثم ارتحل الى تركيا.. وقد تأثر الشيخ فهيم بهذه
الطريقة في حياته ونهجه ونقلها لأبنائه من بعده.
والشيخ الاغظف هو ابن المجاهد مولاي الزين الاغظف الذي جاهد المستعمر وقتل (كوباني) الحاكم الفعلي للاستعمارالاجنبي.
لقد عاصر الشيخ فهيم ثلاثة عهود: العهد العثماني، العهد الفيصلي
(الحكومة العربية في دمشق)، و(الامارة الاردنية), ويقول عن نفسه في ترجمته:
«درست العلوم الدينية والعربية ولي وقوف على مبادئ العلوم العصرية, وقد
تلقيت هذه العلوم على يد المرحوم والدي وأتممت العربية والدينية على مفتي
قضاء السلط السيد محمد صالح امريش, وعند طلبي منه الاجازة اجازني بذلك,
وتاريخ مباشرة الاجازة سنة 1307هـ, وفي وسنة 1309 تعينت معلماً.
(الحكومة العربية في دمشق)، و(الامارة الاردنية), ويقول عن نفسه في ترجمته:
«درست العلوم الدينية والعربية ولي وقوف على مبادئ العلوم العصرية, وقد
تلقيت هذه العلوم على يد المرحوم والدي وأتممت العربية والدينية على مفتي
قضاء السلط السيد محمد صالح امريش, وعند طلبي منه الاجازة اجازني بذلك,
وتاريخ مباشرة الاجازة سنة 1307هـ, وفي وسنة 1309 تعينت معلماً.
وثيقة من ارشيف الشيخ فهيم
وهناك وثيقة من ارشيف ابنه الشيخ امين هي ترجمة وسيرة ذاتية بخط الشيخ
فهيم يقول فيها: «تعينت معلما ثانيا في مكتب قضاء السلط واماما وخطيبا
فيها بعد ان اثبت لياقتي وأهليتي بحضور رؤساء الحكومة وعلمائها, كما هو
مصرح بالبراءة السلطانية في محرم سنة 1310هـ , واكتب واتكلم باللغة العربية
والتركية».
فهيم يقول فيها: «تعينت معلما ثانيا في مكتب قضاء السلط واماما وخطيبا
فيها بعد ان اثبت لياقتي وأهليتي بحضور رؤساء الحكومة وعلمائها, كما هو
مصرح بالبراءة السلطانية في محرم سنة 1310هـ , واكتب واتكلم باللغة العربية
والتركية».
ثم تفرغ للامامة والخطابة في مسجد السلط الصغير بعد تقاعده. والجدير
ذكره ان البراءة السلطانية للشيخ فهيم كانت موقعة من (السلطان العثماني)
لإمامة مسجد السلط الكبير له ولذريته من بعده.
ذكره ان البراءة السلطانية للشيخ فهيم كانت موقعة من (السلطان العثماني)
لإمامة مسجد السلط الكبير له ولذريته من بعده.
وفي عام 1889م عُيَّن معلما رسميا في مدرسة السلط النموذجية التي كان
يديرها الشيخ عبدالله المصري، وذلك قبل انتقالها الى موقعها الحالي في (تل
الجادور) خلال الفترة 1882-1918م.
يديرها الشيخ عبدالله المصري، وذلك قبل انتقالها الى موقعها الحالي في (تل
الجادور) خلال الفترة 1882-1918م.
وقد قام الشيخ محمد فهمي بالتدريس في مدارس الصنمين وهي بلدة تقع جنوبي دمشق اثناء هجرته عام 1917م.
وعمل معلما في مدرسة الرمان بقضاء السلط، وذلك بعد عودته من بلدة الكسوة في سوريا.
وعمل معلما في (مدرسة الشوبك) بقضاء معان ما بين 1925-1927م، وبعدها
نقل معلما الى مدرسة ام جوزة بقضاء السلط , ثم احال نفسه على التقاعد سنة
1929م.
نقل معلما الى مدرسة ام جوزة بقضاء السلط , ثم احال نفسه على التقاعد سنة
1929م.
حياته الروحية
بعد احالته على التقاعد اصبح متفرغا للامامة والخطابة في مسجد السلط
الصغير والتدريس فيه حتى وفاته، وكان الشيخ فهيم يتبع (المذهب الحنفي)،
وقارئا وحافظا للقرآن الكريم, واكثر ما كان يحافظ عليه صلاة الفجر جماعة
وفي كل الاوقات.
الصغير والتدريس فيه حتى وفاته، وكان الشيخ فهيم يتبع (المذهب الحنفي)،
وقارئا وحافظا للقرآن الكريم, واكثر ما كان يحافظ عليه صلاة الفجر جماعة
وفي كل الاوقات.
ويُروى عنه انه لدى عودته من المسجد بعد صلاة الفجر كان يوقظ أهله في
البيت ليصلي بهم جماعة مرة اخرى. وذلك بالاضافة الى حلقات الذكر والتعبد في
اوقات اخرى. ولقد اعتلى الشيخ فهيم المنابر خطيبا ومرشدا وواعظا وصلى في
الناس جماعة وفي المحاريب اماما اينما حل او ارتحل.
البيت ليصلي بهم جماعة مرة اخرى. وذلك بالاضافة الى حلقات الذكر والتعبد في
اوقات اخرى. ولقد اعتلى الشيخ فهيم المنابر خطيبا ومرشدا وواعظا وصلى في
الناس جماعة وفي المحاريب اماما اينما حل او ارتحل.
ولقد جمع الشيخ فهيم بين العلم والسلوك والصوفي الرشيد، حيث كان احد
مشايخ الطريقة (النقشبندية) و(الشاذلية القادرية) في عصره التي تتمثل بذكر
الله بعيدة عن الحركات والمظاهر الأخرى.
مشايخ الطريقة (النقشبندية) و(الشاذلية القادرية) في عصره التي تتمثل بذكر
الله بعيدة عن الحركات والمظاهر الأخرى.
في الحياة العامة
وكان الشيخ محمد فهمي- والذي اشتهر باسم » فهيم» نشطا في الحياة
العامة وله حضوره في الذود عن الحقوق حيث ورد اسمه في (كتاب السلط وجوارها)
ص483، ان الشيخ محمد فهمي بن الشيخ مصطفى افندي زيد القادري ادعى على
اخصامه الحاضرين معه بالمجلس بان قطعة الارض التي هي بالقرب من السرايا
الملاصقة لبيت المدعى عليهم المعروفة بوقف للجامع الشريف المحدود بمساحة
اثنين وعشرين ذراعا طولا وعرضا ستة اذرع موضعين يدهم على الارض المذكورة
بوجه الاغتصاب انهم احدثوا في جانب من الارض بناء مجدد لبيتهم مع حائط.
العامة وله حضوره في الذود عن الحقوق حيث ورد اسمه في (كتاب السلط وجوارها)
ص483، ان الشيخ محمد فهمي بن الشيخ مصطفى افندي زيد القادري ادعى على
اخصامه الحاضرين معه بالمجلس بان قطعة الارض التي هي بالقرب من السرايا
الملاصقة لبيت المدعى عليهم المعروفة بوقف للجامع الشريف المحدود بمساحة
اثنين وعشرين ذراعا طولا وعرضا ستة اذرع موضعين يدهم على الارض المذكورة
بوجه الاغتصاب انهم احدثوا في جانب من الارض بناء مجدد لبيتهم مع حائط.
كما شعر الشيخ محمد فهمي بالملمات والنكبات التي حلت بالامم من حوله
اثر (الحرب العالمية الثانية) فكان يقوم بالتوفيق بين الشباب المؤهلين
للزواج والفتيات اللواتي قدمن من بلاد منكوبة (كالارمن) و(السوريين) اثر
الاحتلال الفرنسي.
اثر (الحرب العالمية الثانية) فكان يقوم بالتوفيق بين الشباب المؤهلين
للزواج والفتيات اللواتي قدمن من بلاد منكوبة (كالارمن) و(السوريين) اثر
الاحتلال الفرنسي.
صفاته وخصاله
وكان ذا خُلِقٍ سمح ومزاج متزن، يتبرك الناس به ويعظهم ويذكرهم
بالآخرة، كان حنطي البشرة، معتدل القامة، ذا شخصية قوية محبا للخير
والاصلاح واصلاح ذات البين، امينا على اموال الناس، حريصا على المال العام.
وكان يرتدي الجبة ويعتمر العمامة وكثيف اللحية.
بالآخرة، كان حنطي البشرة، معتدل القامة، ذا شخصية قوية محبا للخير
والاصلاح واصلاح ذات البين، امينا على اموال الناس، حريصا على المال العام.
وكان يرتدي الجبة ويعتمر العمامة وكثيف اللحية.
في عام 1917م حدثت الهجرة لبعض اهالي السلط وعُرِفت بسنة «الفلة»
بسبب الحرب العالمية الأولى، حيث تفرد الشيخ فهيم بالهجرة وحين عاد الى
السلط وجد بان تأخره عن العودة كان سببا في فقدان مركزه الوظيفي في مدرسة
السلط، فنُقِلَ الى (مدرسة الرمان) بقضاء السلط ثم الى مدرسة الشوبك بقضاء
معان, واخيراً الى (مدرسة ام جوزة) في قضاء السلط، حيث احال نفسه الى
التقاعد عام 1929م ليتفرغ للامامة والخطابة في مسجد السلط الصغير.
بسبب الحرب العالمية الأولى، حيث تفرد الشيخ فهيم بالهجرة وحين عاد الى
السلط وجد بان تأخره عن العودة كان سببا في فقدان مركزه الوظيفي في مدرسة
السلط، فنُقِلَ الى (مدرسة الرمان) بقضاء السلط ثم الى مدرسة الشوبك بقضاء
معان, واخيراً الى (مدرسة ام جوزة) في قضاء السلط، حيث احال نفسه الى
التقاعد عام 1929م ليتفرغ للامامة والخطابة في مسجد السلط الصغير.
في حضرة الأمير عبدالله (الأول)
في حضرة (الامير عبدالله بن الحسين) (الملك المؤسس) يقول ولده الشيخ
«محمد أمين» عن والده «: من غرائب ما سمعناه من والدي ما حدث له ايام استلم
المرحوم (اديب وهبة) ادارة المعارف – وكان من تلاميذ الشيخ فهيم في
المدرسة النموذجية الرشدية – إذ أصدر مرسوما عاما يقضي بضرورة تقديم
المعلمين القدامى فحصا للمديرية العامة فهاله ذلك، واعلن رفضه له لاستنكاره
بتقديم فحص لدى تلميذه!! وحين اصر مدير المعارف على ذلك مع الانذار بتقديم
الفحص او الاستقالة؛ ذهب الى الامير عبدالله وشكا له الامر، فما كان من
الامير إلا ان ارسل الى اديب وهبة على الفور، وحين حضر سأله من هذا وكان
يجلس بجانبه فأجاب قائلا شيخي واستاذي.. فعاتبه الامير عبدالله على تصرفه،
وقال جلالة الملك تقديرا للمعلم الاول: (يا اديب كن اديباً) واصدر قرارا
بانصافه وزيادة راتبه ووصيته له بضرورة خصه بالرعاية».
«محمد أمين» عن والده «: من غرائب ما سمعناه من والدي ما حدث له ايام استلم
المرحوم (اديب وهبة) ادارة المعارف – وكان من تلاميذ الشيخ فهيم في
المدرسة النموذجية الرشدية – إذ أصدر مرسوما عاما يقضي بضرورة تقديم
المعلمين القدامى فحصا للمديرية العامة فهاله ذلك، واعلن رفضه له لاستنكاره
بتقديم فحص لدى تلميذه!! وحين اصر مدير المعارف على ذلك مع الانذار بتقديم
الفحص او الاستقالة؛ ذهب الى الامير عبدالله وشكا له الامر، فما كان من
الامير إلا ان ارسل الى اديب وهبة على الفور، وحين حضر سأله من هذا وكان
يجلس بجانبه فأجاب قائلا شيخي واستاذي.. فعاتبه الامير عبدالله على تصرفه،
وقال جلالة الملك تقديرا للمعلم الاول: (يا اديب كن اديباً) واصدر قرارا
بانصافه وزيادة راتبه ووصيته له بضرورة خصه بالرعاية».